فيما صراع الكتائب يلوح في الأفق .. الزُبيدي يغادر عدن بعد تصريحات بترك منصبه وتردي الخدمات في المحافظة وتفاقم الخلاف مع رجل أعمال موالي لـ”هادي”
يمنات – صنعاء – خاص
قالت مصادر صحفية إن محافظ عدن، اللواء عيدروس الزُبيدي، غادر صباح الخميس 10 نوفمبر/تشرين ثان 2016، إلى دولة الامارات العربية المتحدة، في زيارة لم يكشف عن هدفها.
و جاءت مغادرة الزُبيدي، بعد 24 ساعة من تصريحات صحفية، هدد فيها بترك منصبه.
و جاءت تصريحات الزُبيدي على خلفية تردي الخدمات في محافظة عدن، و على الأخص الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
و قال الزبيدي في تصريح لـ”أخبار الخليج”: إذا اخبروني بأن تعذيبهم للشعب هو لمجرد ابعادي عن السلطة، فانا مستعد لتركها وسأختار ان يرتاح الشعب. في اشارة واضحة لخصومه، ما يشير إلى أن قوى أخرى تستخدم نفوذها في المحافظة لضرب خصومها.
و هو ما يكشف عن حجم الصراعات داخل المعسكر الموالي للتحالف السعودي في عدن.
و أضاف الزُبيدي: تأكدوا اننا ليس بمجرد تركنا للسلطة سنتخلى عن مشروعنا، بالعكس سنعمل من أي موقع فنحن اصحاب قضية.
و تابع: لم نتخل عن قضيتنا في منتصف التسعينات. فما بالكم في هذه المرحلة التي بتنا قاب قوسين او ادنى فيها من تحقيق ما تطلعنا إليه.
و أكد: لم يتبقى لنا سوى بناء المؤسسات و من ثم فرض ما يرتضيه شعبنا الذي عانى كثيرا.
تصريحات الزُبيدي يفهم منها أنه في حال ترك منصبه فسيعود لاستخدام ذات الأسلوب الذي يستخدمه معه خصومه اليوم، ما يؤشر إلى أن المرحلة القادمة ستظهر فيها صراعات الموالين للتحالف السعودي إلى العلن.
و أصبحت عدن منذ ما بعد يوليو/تموز 2016، تتحكم بها أكثر من سلطة بعضها خفية و الأخرى ظاهرة.
و هو ما ينذر بما يعرف بصدام الكتائب في المحافظة، خاصة و أن الأطراف النافذة المسيطرة على التشكيلات الأمنية باتت تنتمي مناطقيا إلى مناطق بعينها، و يظهر ذلك خلال انتماء معظم منتسبي جهاز الشرطة الذي يقوده اللواء شلال شائع إلى محافظة الضالع، فيما ينتمي معظم منتسبي قوات الأمن الخاصة إلى مناطق معينة في شبوة و أبين، في وقت ينتمي فيه منتسبي قوات الحزام الأمني إلى مديريات يافع.
مصادر مطلعة تشير إلى أن خلافات حادة نشبت بين رجل الأعمال، أحمد صالح العيسي، و المقرب من هادي، و الذي يحتكر تموين المحافظات الجنوبية بالنفط، و المحافظ الزُبيدي على خلفية أزمة المشتقات النفطية التي تعاني منها محطات الكهرباء في المحافظة.
و هو ما يؤشر إلى أن الزُبيدي يقصد بمن يريدوا افشاله، أحمد العيسي” و المرتبطين، و معظم مقربين من “هادي”.
و يتعرض الزُبيدي لانتقادات حادة جراء تردي الخدمات في محافظة عدن، في وقت يظهر فيه الرجل غير قادر على الامساك بدفة الأمور في المحافظة، و التي باتت تحت قبضة قوات الحزام الأمني الذي يتولى قيادتها عناصر سلفية.
و أصبحت قوات الحزام الأمني سلطة داخل السلطة في المحافظة، و لا تلتزم بتوجيهات السلطات المحلية و الأمنية في المحافظة أو حتى قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، و إنما تتلقى توجيهاتها من قيادة القوات الاماراتية في عدن.
و صارت لهذه القوات سجونها الخاصة و تمارس عمليات اعتقال و اخفاء قسري للمناوئين لها، تحت مبررات ارتباطهم بأطراف صنعاء.